Banner Photo Credit: Dylan Whale

حول مبادرة مبدعون ومبدعات من أجل غزة

منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والشعب الفلسطيني وبخاصة في قطاع غزة يعاني على نحو لا يتصوره العقل جراء  العدوان الإسرائيلي الوحشي رداً على الجرائم المريعة التي ارتكبتها حماس. لقد بلغت الأزمة الإنسانية في غزة مستويات مدمرة في ظل عمليات القصف بلا هوادة وإزهاق أرواح عشرات الآلاف من الأشخاص والقيود الصارمة على دخول المستلزمات الأساسية وتهجير مئات آلاف العائلات.

تتم الأعمال العدائية الجارية حالياً في سياق الاحتلال الإسرائيلي الشرس والطويل للأراضي الفلسطينية. ومع أن ذلك لا يعطي الشرعية لأي شكل من أشكال العنف، إلا أن الوضع غير قابل للاستدامة؛ فبناء المستوطنات ونقل جماعات المستوطنين إلى الضفة الغربية لا يزال على أشُدِه إضافة إلى الحصار المضروب على قطاع غزة منذ 16 عاماً والذي حوّل القطاع إلى سجن مفتوح حيث يواجه السكان قيوداً صارمة مفروضة على حرية حركتهم وقيوداً ممنهجة على قدرتهم على الوصول إلى الغذاء والدواء والكهرباء – إذ يتحكم الإسرائيليون بالقسم الأعظم من هذه الموارد. إن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية هو احتلال لا يقره ضمير ولا يمكن الدفاع عنه، وبالتالي يتوجب على أية محاولة لوقف الأعمال العدائية الحالية أن تتضمن تفكيك نظام الاحتلال والفصل العنصري المفروض على الفلسطينيين تفكيكاً كاملاً. وإلى أن يتم القيام بذلك، تقع على إسرائيل -باعتبارها قوة محتلة- بموجب القانون الدولي مسؤولية حماية السكان الفلسطينيين واحترام حقوقهم الإنسانية.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أصدت الشبكة بياناً أدانت فيه جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في إسرائيل وفلسطين ودعت كافة الأطراف الضالعة في القتال والمجتمع الدولي إلى العمل على إنهاء العمليات العدائية فوراً من أجل حماية المدنيين. وفي قرار صدر عنها بتاريخ 26 يناير/ كانون الثاني 2024، ارتأت المحكمة الجنائية الدولية أنه من “المعقول” أن تكون إسرائيل قد ارتكبت أعمالاً تنتهك الاتفاقية المعنية بالإبادة الجماعية.  في نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وقائد حماس محمد ذياب إبراهيم المصري (المعروف أيضًا باسم الضيف)، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وبعد مضي أكثر من سنة على استمرار ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، ما تزال استجابة المجتمع الدولي تتسم بازدواجية المعايير حيث مُنيت بالفشل في إنهاء العنف ناهيك عن الفشل في التعامل مع أسبابه الجذرية. وفي مواجهة هذا الحال، رأت شبكة إنوفاس التوجه نحو الفن باعتباره أداة قوية ومؤثرة لإعلاء أصوات الضحايا وتعظيماً لإنسانيتهم وقوتهم وصمودهم. فالفن باعتباره لغة عالمية قادر على تجاوز الحدود والثقافات والأيديولوجيات، وهو يخاطب القلوب مباشرة ويحرك مشاعر التعاطف العميق ويتحدى اللامبالاة.

وقامت الشبكة، طوال هذه السنة، بدعوة فنانين من مختلف أنحاء العالم للإجابة عن السؤال “ما الذي يعنيه لك التضامن مع الضحايا في غزة؟”. وكانت النتيجة هذه التشكيلة من الأعمال الفنية التي نعرضها لكم في هذه النشرة. إن هذه الأعمال الفنية هي أكثر من مجرد تعبير عن الدعم؛ فهي تسلط الضوء على الصمود والروح الخلاقة التي تأبى الاستسلام التي يتحلى بها الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يقاوم على الرغم من قساوة المعاناة المستمرة منذ بداية الاحتلال.

لا يتوقف دور مبادرة مبدعون ومبدعات من أجل غزة عند توفير منصة للفنانين كي يعبّروا عن تضامنهم، بل تتعدى ذلك إلى التذكير بأنه لا يمكن للإنسانية أن تغض الطرف عن المعاناة. إنها دعوة من أجل الإقرار بقوة هؤلاء الذين يعانون ويقاومون ويشكلون مصدر إلهام لغيرهم من خلال تصميمهم وقدرتهم على الإبداع. تؤمن شبكة إنوفاس بأن الفن ينطوي على قدرة لمداواة الجراح ومقاومة الاضطهاد وتوحيد الناس في معرض السعي لتحقيق العدالة. معاً يمكننا استخدام القدرة على الإبداع لدعم كرامة غزة وصمودها وأملها.