يسرنا أن نعلن أن الفائزة بجائزة آن-ماري بوهورو لعام 2024 هي الناشطة اللبنانية في مجال حقوق الإنسان غيدا عناني لالتزامها بالقضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي في لبنان.

غيدا عناني هي عضو مؤسِس لمنظمة أبعاد – مركز الموارد للمساواة بين الجنسين، وهي منظمة مجتمع مدني رائدة في الشرق الأوسط تنادي بالمساواة بين الجنسين.

تتصدى غيدا منذ أكثر من 10 سنوات لمهمة مناهضة النظم الأبوية في لبنان وأشركت في مساعيها هذه رجالاً وساسة وزعماء دينيين وأدارت في الوقت ذاته مراكز لإيواء النساء وحملات نجحت في إحداث تغيير في الرأي العام وأدت إلى انتصارات تاريخية تجسدت في سَنّ قوانين لصالح المرأة.

وقالت غيدا عن فوزها بالجائزة، “إنَّ جائزة آن-ماري بوهورو تمنحنا الأمل في لحظة مشرقة جاءت بعد أربع سنوات واجهنا فيها بلبنان الحرب والعزلة وبلا أية موارد معتمدين فقط على خبرتنا وآمالنا. إنني أشعر بالفخر لأن الحركة النسائية استطاعت -بالرغم من الأزمة المالية- إظهار قيمتها وظلت تتمتع بالصلابة ووضوح الرؤية فيما يتعلق بلبنان المستقبل”.

وفي الوقت الذي كان فيه لبنان يرزح تحت وطأة القصف الإسرائيلي الشديد لعدة أشهر، استطاع فريق العمل في منظمة ’أبعاد‘ تفعيل الاستجابات للحالات الطارئة وإدارة الحملات وتشغيل المراكز ومراكز الإيواء في المناطق التي تعرضت للقصف. وقد تأثر المتطوعون والنشطاء تأثراً مباشراً بالحرب إذ فقد كثير منهم منازلهم من جراء الهجمات التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وتوقفت الآن بفعل اتفاق هش لوقف إطلاق النار.

وتشير غيدا إلى أنه “على الرغم من المنجزات التي تحققت على صعيد التشريعات وإمكانية الوصول على مستوى العالم، لا يزال العنف القائم على النوع الاجتماعي يمثل مشكلة كبرى، ونحن نشعر بالقلق إزاء تنامي ظاهرة قتل الإناث في النزاعات في المنطقة، كما في السودان وغزة. لا يمكن لنا أنْ نوقف العنف القائم على النوع الاجتماعي ما لم نتعامل مع الأسباب الجذرية له ونعمل على تغيير السلوكيات. ويعدُّ إشراك الرجال أمراً أساسياً بالإضافة إلى إشراك الجماعات القائمة على أساس ديني وشركات التكنولوجيا من أجل التأثير على المجتمع”.

غيدا عناني، الفائزة بجائزة آن ماري بوهورو لعام 2024

وغيدا عضو مجلس إدارة أيضاً في المجلس الدولي للوكالات التطوعية، كما تم ترشيحها سابقاً من قبل قمة الأمم المتحدة للحلول ومن قبل البنك الدولي كواحدة من ضمن 10 صانعي حلول استثنائيين في العالم يعملون على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكواحدة من رائدات الأعمال الملهمات اللاتي أحدثن فرقاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضافت غيدا قائلة: “إلى كل من تؤمنَّ بقضية، أقول: أنت قادرة على الإنجاز، ينبغي عليك أنْ تحلمي. فمن خلال الشغف والمثابرة يمكنك التغلب على جميع العقبات”.

أثارت قدرة غيدا عناني على إحداث تحوّل في حياة النساء المعرضات للمخاطر والنظم المحيطة بهن إعجاب أعضاء لجنة إنوفاس مما دفعهم للتصويت لها. وقالت العضو في الشبكة فاطنة البويه “إنْ العمل الذي تقوم به منظمة أبعاد يثير إعجابي إلى حد كبير. لقد أسست غيدا فضاءات آمنة للنساء والفتيات مما ساعدهن على إحداث نقلة في أدوارهن ومكنهن من الذهاب إلى ما هو أبعد من دورهن التقليدي. لقد مكنت هذه الفضاءات النساء من توجيه دفه حياتهن والتأثير في حياة نساء أخريات”.

حول جائزة آن-ماري بوهورو

تهدف جائزة آن-ماري بوهورو، وهي جائزة سنوية أنشأتها شبكة إنوفاس، إلى تكريم النساء اللواتي يكون لهن “أثر كبير في الحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي وفي تعزيز وحماية حقوق الناجيات”.

وقد أُطلقت هذه الجائزة تخليداً لذكرى الناشطة في مجال حقوق الإنسان من جمهورية الكونغو الديمقراطية آن-ماري بوهورو التي كرست حياتها لمحاربة العنف الجنسي وتعزيز المساواة بين الجنسين.

كان وقوع آن-ماري نفسها ضحية للعنف الجنسي حافزاً لها للعمل من أجل مثيلاتها من الضحايا والناجيات؛ فأسست في عام 2010 مع نساء أخريات ’مبادرة الأشخاص والنساء المستضعفين الساعين لتحقيق تنمية متكاملة‘ بهدف تقديم الدعم لضحايا العنف الجنسي والناجين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

أدّت آن-ماري دوراً محورياً في تأسيس الشبكة الدولية للضحايا والناجين من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان (إنوفاس) وتوسيعها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك كخطوة نحو إيصال صوت الناجين في العالم وممارسة التأثير من أجل العدالة على المستوى الدولي. اقرأ المزيد.

وتألفت لجنة اختيار الفائزة بالجائزة لعام 2024 من كل من فاطنة البويه (وهي ناشطة مغربية وعضو مشارك في تأسيس شبكة إنوفاس)، وجنتيل كاسونغو (وهي مديرة برنامج جمهورية الكونغو الديمقراطية في منظمة إمبيونيتي ووتش)، وكريم عبد السلام (وهو ناشط تونسي وعضو مجلس إدارة شبكة إنوفاس)، وبروفيدنس بيريكي (وهي شقيقة الراحلة آن-ماري بوهورو).